الطالب بويا لعتيك : الثقافة الحسانية غائبة عن المشهد الإعلامي الوطني
الداخلة الرأي:متابعات
أكد الأستاذ والأديب الطالب بويا لعتيك أن الوضع الثقافي في المناطق الصحراوية مازال بحاجة ماسة إلى التفاتة جادة، وذلك من عدة وجوه، أولا من حيث ملاءمة البنيات التحتية، ثانيا اقتصار المجال الثقافي المقدم في بعده الإعلامي على بعض الأغاني، وما يقام على هوامش بعض المعارض من سهرات فنية وغيرها، وهذا لا يمكن أن يعكس بشكل جيد حقيقة الثقافة في المناطق الصحراوية أو أهميتها أو ما يعطى لها من أولوية.
وذكر لعتيك في تحليل لـ pjd.ma أن الجانب الثالث التي يمكن أن نقيم من خلالها مكانة وحضور الثقافة الحسانية في المشهد الوطني، يتمثل في عزوف الكثير من المهتمين عن الثقافة الجادة خصوصا في الجهات الجنوبية، والتي قد ترجع لما سبق وقد ترجع للباحثين أنفسهم، من باب الاهتمام والعناية بأوجه الثقافة المتعددة في المناطق الصحراوية. واستدرك المتحدث قائلا “نحن لا ننكر أن تقام مناسبات احتفالية ومهرجانات خاصة بالشعر الحساني أو المديح، لكن كل هذا لا يعكس حقيقة عمق الثقافة خصوصا في جانبها الحساني، فهذه الأشياء تمسها من جوانب سطحية وأحيانا بنوع من الاحتفالية أكثر مما هو بحث في كنه الثقافة الحسانية بشكل عام، ولهذا فإني أدعو لإيلاء الثقافة الحسانية عناية أكبر”.
الحسانية إعلاميا..
ذكر الباحث أن وجود الحسانية كثقافة هو وجود ضعيف للغاية، حيث قال “أرى أنه ليس لها حضور على الإطلاق إذا استثنينا قناة العيون، فبغض النظر عن كونها قناة لها توجه خاص وعناية بالثقافة الحسانية، فإني أرى أن قناة العيون مع احترامي وتقديري باعتبارها هي المدخل الوحيد المتوفر للتعريف بهذه الثقافة، إلا أن هناك بعض الأشياء التي تقدم والتي سمجت من كثرة تكرارها ولا تحيط ولا تعكس الثقافة الحسانية بشكل جيد”.
ومن أسباب ضعف مواكبة قناة العيون للحسانية بالشكل المطلوب، يقول لعتيك، كونها “تدخل أحيانا في إطار نوع من البحث عن الانتفاع بالنسبة لمقدم هذا البرنامج أو ذاك”، مضيفا “من ناحية أخرى، الثقافة الحسانية لا تجد حيزها الكافي في داخل الإعلام الوطني، إلا ما كان في مناسبة من المناسبات، كالمسيرة الخضراء أو عيد الاستقلال أو غير ذلك، فتقدم بعض الأغاني وكأنها تعكس جانب الثقافة الحسانية”.
وتساءل لعتيك “ما فحوى تلك الأغاني الحسانية المذاعة؟ ما مضمونها وماه و أساسها وماذا يستفيد المشاهد والسامع من هذه الثقافة؟، وتابع “هناك أشياء عبارة عن أهازيج وفولكلور لكنه لا يعكس الثقافة الحسانية، ولا أدل على ذلك من أن بعض الندوات التي قد يشارك فيها باحثون أو مهتمون، لا تظهر على شاشات التلفزة الوطنية ولا على المحطات الإذاعية، ثم إن هناك بعض المحطات التي تقدم أنماطا وأشياء يقال عنها حسانية، لكنها أقرب ما تكون إلى تشويه للثقافة الحسانية منها إلى حقيقة هذه الثقافة التي تتكلم باسمها”، يؤكد الأديب الحساني.
مسار طويل..
يرى لعتيك أن مسار إعادة الإعتبار للثقافة الحسانية هو مسار طويل، ينطلق من وجوب إعطاء الجانب الثقافي العناية الكبرى المستحقة. وتابع “نحن نرى أنه كلما كانت هناك مهرجانات أو شيء من هذا القبيل، إلا وفتح النقاش حول جانب من جوانب الثقافة الحسانية، غير أن هذا النقاش يكون لحظيا، يرتبط بالمهرجان أو الملتقى، وبمجرد إنهائه يزول كل شيء”.
وشدد المتحدث على أننا “بحاجة كبيرة لتوثيق الثقافة الحسانية في تنوعها وشموليتها، سواء عبر الندوات أو البحوث، خصوصا أن هناك جوانب كثيرة مهمشه، كجانب المخطوطات في الثقافة الحسانية، والبعد الأخلاقي من خلال الحكايات الحسانية، فلا نكاد نجد مؤلفات في هذا الإطار وإنما نجد بعض الندوات واللقاءات التي تدون وتوثق، غير أن ما تم تدوينه يبقى سطحيا لا يعكس حقيقة عمق الثقافة الحسانية، كما أنه تقام الكثير من المعارض، وهي أقرب ما تكون إلى الصناعة التقليدية منها إلى الثقافة الحسانية”.