مشاركة 490 دارا للنشر من بينها ستة دور نشر مغربية في معرض الدوحة الدولي للكتاب

الداخلة الرأي : و.م.ع
تشارك ستة دور نشر مغربية من بين 490 دارا للنشر من 33 دولة في الدورة السابعة والعشرين لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، المنعقد ما بين 30 نونبر و10 دجنبر الجاري بمركز الدوحة للمؤتمرات والمعارض.
وتتمثل هذه المشاركة في مجموعة من العناوين المتنوعة والمتعددة الآفاق والتخصصات تجمع ما بين الكتاب الأكاديمي المرتبط بثمرات البحث الجامعي، وبين التخييل في مجالات الإبداع الأدبي من رواية وشعر ومسرح وغيرها، فضلا عن ألوان من فنون الكتابة حول المعمار والتراث الفني والزخرفة والمتاحف والمعالم التاريخية والسياحية وفنون الخط والديكور إلى جانب كتاب الطفل في خصوصيته النوعية من الناحيتين التربوية والجمالية.
وفي هذا الصدد، تشارك “دار أبي رقراق للطباعة والنشر”، بحسب المسؤول عن رواقها، بنحو مائتي عنوان من بينها خمسين عنوانا جديدا وليد سنة 2016، ويحضر “المركز الثقافي العربي للنشر” بنحو ثمانين عنوانا يغلب عليها جانب الإبداع الأدبي وخاصة الرواية، في تنوع مدارسها وجنسياتها ما بين عربية وأجنبية في مختلف لغاتها وقد ترجمت الى العربية.
وتسجل “دار الأمان” حضورها بنحو مائتي عنوان في صنوف شتى يغلب عليها الى جانب “دار أبي رقراق للطباعة والنشر”، الكتاب الأكاديمي، فيما تشارك دار “مرسم” بسبعين عنوانا، بينما تحضر “ملتقى الطرق” ب 25 عنوانا في مجال التعريف بالفنون والتراث المعماري والسياحي المغربي، أما “دار الينبوع” فمجموع عناوينها موجهة للطفل.
وأفاد مسؤولون عن بعض هذه الدور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مشاركتهم جزء من تقليد سنوي يبحثون من خلاله على منح الانتشار للكتاب المغربي والترويج في نفس الوقت للجانب المهني المرتبط بصناعة الكتاب من قلب تجربة المهنيين المغاربة، وكذا الدفع بدينامية التسويق لرفع رقم المعاملات الى مستوى معقول يخول لهم الاستمرارية في نشاطهم المهني، وأيضا كسب مزيد من الانتشار للتوجهات والمضامين الإبداعية للمفكرين والباحثين والمبدعين المغاربة.
وبدا، برأيهم، أن حجم الإقبال خلال بدء انطلاق المعرض “كان محتشما بعض الشيء”، حيث أعربوا عن أملهم في أن تحمل باقي أيام المعرض الرواج الذي ينتظرونه ويسعون اليه من خلال مشاركاتهم في مثل تظاهرات “قوية ونوعية ” من هذا الصنف، علما أن بداية المعرض، وهو ما يفسر ما سبق، تزامنت، بحسب الكثير من الآباء، بفترة الاختبارات الدورية في قطر، مؤكدين أن الحركة ستتصاعد في ما بعد ، خاصة مع الزيارات التي تنظمها المؤسسات التعليمية قصد الترويج لسلوك القراءة وغرس الحاجة إليه لدى الناشئة، وفي ركبه وبإزائه الاحتفال بالكتاب كمنتج فكري متعدد الأبعاد صانع للتطور ومرسخ للقيم وباني للذات المفكرة المبدعة.
وبحثا عن مبدعين مغاربة بين الوجوه المشاركة في الندوات أو تواقيع الكتب، بدا، بحسب إعلاميين مغاربة مقيمين بالدوحة، أن حضور المفكرين والمبدعين المغاربة كان “باهتا هذه السنة”، لأسباب لم يحسموا فيها، وقد يعود بعضها، برأيهم، الى الجانب التنظيمي الخاص بترشيد النفقات، أو الى ارتباط أبرز الأسماء المغربية بمواعيد والتزامات أخرى.
وفي قلب هذا الغياب كان لافتا حضور روائيين مغربيين فازا مؤخرا في صنف الرواية بجائزة كتارا لسنة 2015 ، حيث حرصت هذه المؤسسة ضمن برنامج رواقها الخاص بالمعرض لتواقيع الكتب أن تحتفل بهذين الإسمين، وهما عبد الجليل الوزاني التهامي، عن روايته “امرأة في الظل” وزكريا أبو مارية عن روايته “جينوم .. مزامير الرحيل والعودة” اللتين فازتا في فئة الروايات غير المنشورة في الدورة الأولى.
وتتلخص أحداث رواية “امرأة في الظل”، الواقعة في 174 صفحة من الحجم المتوسط في رسالة من امرأة تحكي ما مر معها منذ اختفائها في ظروف غامضة، وسط مجتمع ، يعيش زمنيا في الربع الأخير من القرن العشرين في حالة من التهميش والجهل والهشاشة الناجمة عن خلل سياسي واقتصادي وسوء تدبير .
أما رواية “جينوم”، فتتعرض، من خلال 268 صفحة من الحجم المتوسط ، لمحنة فتاة شابة، من المفترض أنها فرنسية، في بحثها المضني عن حقيقة جذورها العربية. يذكر أن الدورة 37 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب، المنظمة تحت شعار “إقرأ”، تقترح على جمهورها 104 آلاف من العناوين المتعددة المنابع الثقافية، وضمنها عناوين جديدة خرجت لتوها من المطابع يصل عددها الى 12 ألفا و661 عنوانا عربيا و2558 عنوانا أجنبيا.