توضيح بخصوص استمرار اغلاق المساجد
الداخلة الرأي :بقلم الأستاذ محمد درقاوي عضو المجلس العلمي المحلي لوادي الذهب
حق النفس مقدس في نظر الشريعة والله سبحانه ألبس الإنسان ثوب الكرامة وفضله على كثير بالعقل والعلم والبيان والنطق والصورة والهيئة،شمله بالرعاية وهو نطفة في الرحم إلى أن صار خلقا فتبارك الله أحسن الخالقين والمقصود – بحفظ النفس هو البعد بهاعن التلف فردا وجماعة- البعد عنه قبل وقوعه ،وتحمل السيرة النبوية أحداثا تؤطر ذلك وتوجهه ،أبرزها منع عمر بن الخطاب الجيش من دخول الشام لأجل طاعون عاموس فأقر للنفوس احترامها وحرمتها.
و يعتبر الشارع الحكيم الاعتداء على النفس من أكبر وأعظم المفاسد على ظهر الأرض ﴿ولاتقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق﴾ سورة الإسراء/ 33﴿ومن يقتل مومنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما﴾ سورة النساء/93 ﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة﴾ سورة البقرة/ 195.
وذلك لأن حق الحياة حق خالص لله تعالى فحرم على الفرد أن يعرض نفسه للتهلكة ،ولأن حياة الإنسان ليست ملكا له إنما هي لباريها وخالقها وبه حرم الانتحار قال صلى الله عليه وسلم :”من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا”.
قال الإمام الشاطبي – رحمه الله-“ونفس المكلف داخلة في هذا الحق أي حق الله الخالص إذ ليس له التسلط على نفسه ولا على عضو من أعضائه بالإتلاف”. وحفاظا على نفس المؤمن منعه الشرع من الصيام وحفاظا على نفسه منع من الحج عند الخوف عليها و حفاظا عاى نفسه أبيح له أن يشرب ويأكل المحرمات مما يدفع به الموت فمن تلبس بما يؤذي نفسه دخل في أحكام المضطر ورجع إلى مبادئ رفع الحرج .
وحفاظا على نفس المؤمن لا يتأتي والبلد تعيش هذه الظروف الصحية العصيبة أن تفتح المساجد لاستقبال عدد من الناس يقدر بالملايين و ذلك لاعتبارات عديدة نجملها في مايلي:
-إن أرقام المصابين لازالت في تصاعد فكيف تخاطر بأرواح الناس لما يعده جمهور الفقهاء سنة لا فرضا وقد بينا في ما مضى مكانة حفظ النفوس في الدين والمعذور عن حضور المسجد وكان دأبه ذلك تكتب له الجماعة وفضلها.
– ان هذا اختصاص ولي الأمر وطاعة السلطان واجبة بالنص والمسلم واجب عليه لزوم الثقة في العلماء.
– لاعتبارات عديدة جدا المسجد فضاء يصعب فيه تطبيق تدابير الوقاية للمصلين خاصة وأن مساجد المملكة تناهز 52ألف مسجد على الأقل فلو أن كل مسجد أصيب فيه مصل واحد فقط أونصف ذلك لتحصل رقم تطير له عقول ذوي العقول مع أن مسألة التباعد مسألة ترفضها المنظومة الفقهية المعتمدة ورص الصف مبدأ تربى عليه المغاربة فقها ومذهبا و سلوكا .
إن من مقاصد صلاة الجماعة مجموعة من القيم التراحمية التي حتما ستضيع إن ألف الناس صلاة الجماعة بطرق مغايرة وإجراءات متبدلة قال الشيخ عبد القادر الفاسي –رحمه الله- الجماعة في البيوت تعد ل الجماعة في المسجد إلا أنه يفوته كثرة الخطى إلى المساجد وتلك الرحمات وبعض الفضائل(النوازل الكبرى).
-إن قياس المساجد على الحمامات والمقاهي قياس فاسد من وجوه ،فالناس مشتاقون لبيوت ربهم فإذا مكنوا سيتدفق على المساجد الاف الناس من كان مواظبا ومن لم يكن كذلك .
فلا حديث عندها عن إجراءات التباعد والفئة العمرية والأمراض المزمنة والاستثناءات المعمول بها .بعض الأصوات أصبحت تتحدث عن “منطق المؤامرة”وهذا باطل أريد به باطل مغلف بشئ من التمويه وغيرة في غير محلها جوابه أمران:
1-ان هذا البلد احتضن الإسلام لإزيد من ثلاثة عشرقرنا.
2-لم يثبت أن خاطر الأمراء والعلماء بأرواح الناس حتى عندما كانت الاحتمالات أقل خطورة من هذا الذي نعيشه اليوم.